مرصد الثورة
المشاهدات : 7920

شـــــارك المادة
إلى الفتى السوري ابن درعا الشهم الذي بكى حمص وسوريا إليه بتواضع أهديه خذلاني هذا
الجمرُ صبرُ النارِ يَحرقُ نارا **** غضبُ الحليمِ يشتّتُ الإعصارا
جبلٌ أشمٌّ شامخٌ بصموده **** لا ينحني مهما زمانُكَ دارا
لَلأرضُ تركعُ للأُلى حرقوا الدجى **** صبرا على الضيمِ المُذلّ جهارا
قد علّموا المجد الكبير ترفُّعا **** واستبسلوا للموت حيثُ توارى
هم جاوزوا كل اللغاتِ وأتقنوا **** لغة الكبارِ تزيدهم كُبّارا
الرعد صوتُك يا فتى لكنّنا **** في صمتنا مثل العبيد حيارى
من ( درعةَ ) المجد التي شهقت دما **** تبكي دموعُكَ حمصَ و الأغيارا
تبكي وغيرك لاهث خلف الهوى **** وغدا ستدمع عينه مدرارا
مَنْ يرتضي العيش الذليل فإنه **** سيضيِّع الأوطان و الأعمارا
يا عزّة الله العظيم تنزّلي **** فدماء أهلي أغرقت أنهارا
وقوافل الشهداء تفضحُ لؤمنا **** فضميرنا في الوحل يسكن دارا
عربٌ, ضمائرنا تموت لشهوة **** وجهالة عادتْ تعمّ ديارا
اللهَ قد تركوا ودينَ محمّدٍ **** فتخاذلوا حتى استطابوا العارا
الموتُ يحصدُ أمّةً عربيةً **** والعربُ في لهو الحديث سكارى
يا ويلهم من غاصب يغزو الحمى **** ويشيعُ كفرا أسودا غدّارا
بالدين يهدم ديننا ليردَّنا **** كي نعبدَ النيران و الأحجارا
يا أُمّةً كانت بدين محمد **** تسمو بعدل, ترتقي أطوارا
صارتْ تلوكُ جراحها بتخاذل **** والظلمُ ينهشُ عزمها الجبّارا
من يستردُّ إلى النهار ضياءه **** ويردَّ ليلا فاجرا وخُوارا؟
مَنْ عزمُهُ كعواصفٍ في ثأرهِ؟ **** كالبحرِ من غضبٍ يريحُ الثارا
مَنْ يقبضُ النيران ملء أكفّه؟ **** مَنْ يستعيدُ إلى السقيم عقارا؟
مَنْ مِنْ ملوكِ العُربِ أو أُمرائها **** يسطيعُ أنْ يهب القرارَ قرارا ؟
تلك الشآمُ جراحها لم تلتئمْ **** ونزيفها ملأ الدنى أنهارا
العزُّ يعرفه الكرام شجاعة **** لا المالُ لا جاهٌ يزيدُ فخارا
لكنما شيم النفوس مروءةٌ **** والحرُّ عزٌّ يبهرُ الأبصارا
حلبُ الشهامةِ لن يموت تراثها **** والشمسُ يطفؤها الغبار نهارا
لكنها أبد الزمان مضيئة **** والليل يخشى عزمها المغوارا
المصدر: رابطة أدباء الشام
جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
برأيك، هل ستحقق العملية التركية -شرق الفرات- أيّ مكاسب للسوريين؟
تعليقات الزوار
أضف تعليقًا