محمد ياسين العشاب
تصدير المادة
المشاهدات : 7838
شـــــارك المادة
إلى أحرار سوريا الثابتين الصامدين حتى النصر إن شاء الله.. نَزَفَتْ لِأَجْلِكِ بِالدِّمَاءِ قُلُوبُ *** يَا شَامُ حُبُّكِ فِي الْفُؤَادِ لَهِيبُ! إِنِّي سَرَيْتُ إِلَى حِمَاكِ بِمُهْجَتِي *** وَالرُّوحُ يَسْبِيهَا أَسًى وَوَجِيبُ وَالنَّفْسُ مِنْ أَلَمِ الْمَشَاهِدِ رُوِّعَتْ *** وَالْقَلْبُ مِنْ كَمَدٍ يَكَادُ يَذُوبُ
فَرَأَيْتُ شَعْبًا قَدْ حَبَاكِ حَيَاتَهُ *** مَا زَلْزَلَتْهُ حَوَادِثٌ وَخُطُوبُ وَرَأَيْتُ شَعْبًا لاَ يَذِلُّ لِظَالِمٍ *** مَهْمَا عَرَاهُ الظُّلْمُ لَيْسَ يَخِيبُ وَرَأَيْتُ شَعْبًا لاَ يَلِينُ وَ لاَ يَنِي *** وَرَأَيْتُ شَعْبًا مَجَّدَتْهُ شُعُوبُ فَعَرَفْتُ أنَّ ثَرَاكِ لَيْسَ لِغَاصِبٍ *** كَلاَّ وَشَعْبَكِ لَيْسَ فِيهِ نَصِيبُ إِنْ كَانَ شَرَّدَهُ الظَّلاَمُ فَقَدْ دَنَا *** فَجْرٌ يَلُمُّ شَتَاتَهُ وَيَثُوبُ يَا وَيْحَ هَذَا الصَّمْتِ أَيْن ضَمِيرُكُمْ *** يَا قَوْمِ إِنَّ سُكُوتَكُمْ لَمُرِيبُ! أَرَضِيتُمُ الذُّلَّ الذَّرِيعَ وَقَدْ عَلاَ *** سَيْلُ الظَّلُومِ يُهِينُكُمْ وَيَعِيبُ! وَالْحَقُّ فِينَا شَارِدٌ وَمُضَيَّعٌ *** وَالْعَدْلُ فِينَا مُبْعَدٌ وَغَرِيبُ فِي كُلِّ حَيٍّ نَكْبَةٌ وَمُصِيبَةٌ *** أَلَمٌ وَآهَاتٌ عَلَتْ وَكُرُوبُ ذُبِحَ الرِجَالُ وَقُطِّعَتْ أَوْصَالُهُمْ *** لَمْ يَنْجُ مِنْهُمْ فِتْيَةٌ أَوْ شِيبُ وَمَنَازِلٌ فَوْقَ الرُّؤُوسِ تَهَدَّمَتْ *** وَمَشَاهِدٌ مِنْ هَوْلِهِنَّ تُشِيبُ وَمَسَاجِدٌ يَا شَامُ دُكَّ بِنَاؤُهَا *** وَاللَّهُ رَبّي شَاهِدٌ وَرَقِيبُ لَمْ يَنْجُ يَا شَامُ الْهِلاَلُ وَلاَ نَجَا *** مِنْ سَطْوَةِ الْقَوْمِ اللِّئَامِ صَلِيبُ هُمْ شَرُّ خَلْقِ اللَّهِ لَيْسَ يَسُوؤُهُمْ *** ظُلْمٌ، وَلاَ تُعْيِي الضَّمِيرَ ذُنُوبُ! وَمَجَازِرٌ مِنْهَا الْقُلُوبُ تَفَطَّرَتْ *** وَالدَّمْعُ مِنْ هَوْلِ الْمُصَابِ سَكِيبُ! يَا وَيْحَ سُورِيَّا وَكُلُّ سَمَائِهَا *** غَيْمٌ يُلَبِّدُ حُسْنَهَا وَشُحُوبُ سَكَبُوا الدِّمَاءَ عَلَى ثَرَاهَا أَنْهُرًا *** يَجْرِي بِهِنَّ شَمَالُهَا وَجَنُوبُ حَتَّى إِذَا ثَقُلَ الرُّكَامُ وَأَظْلَمَتْ *** مُهَجُ اللَّيَالِي وَالزَّمَانُ غَضُوبُ وَقَفَتْ مُنَادِيَةً تَسيلُ جِرَاحُهَا *** وَالْعَالَمُ الْمَحْزُونُ لَيْسَ يُجِيبُ إِنْ تُنْكِرِ الدَّنْيَا وَيُعْرِضْ جُلُّهَا *** أَوْ يَخْلُ مِنْهَا مُنْكِرٌ وَحَسيبُ فَاللَّهُ أَيَّدَهَا بِشَعْبٍ مَاجِدٍ *** أَنِفٍ، لَهُ رَغْمَ الْجِراحِ وُثُوبُ هَتَفَتْ بِهِ حُرِّيَّةٌ قَدْ نَالَهَا *** وَأَتَتْهُ تَخْفِضُ رَأْسَهَا وَتُنِيبُ! عَبَثًا تُحَاوِلُ يَا مُعَذِّبَ نَفْسِهِ *** فَالذُّلُّ يَا هَذَا إِلَيْكَ يَؤُوبُ! عَبَثًا تُحَاوِلُ لاَ الرَّصَاصُ وَلاَ الرَّدَى *** يُجْدِي، وَلاَ التَّرْوِيعُ مِنْكَ يُصِيبُ كَلاَّ وَلاَ وَبْلُ الْقَذَائِفِ هَاطِلاً *** كَلاَّ وَلاَ رِيحُ الْمَنُونِ تَجُوبُ كَلاَّ وَلاَ شَبِّيِحَةٌ هَمَجِيَّةٌ *** كَلاَّ وَلاَ ذَبْحٌ وَ لاَ تَصْلِيبُ وَحَرَائِرُ الْأَبْكَارِ فُضَّ خِتَامُهَا *** مَا غَالَهُنَّ أَذًى وَلاَ تَعْذِيبُ وَسَنَا الطُّفُولَةِ صُدَّ عَنْهُ ضِيَاؤُهُ *** فَأَبَى الْمَغِيبَ وَإِنْ أَتَاهُ مَغِيبُ شَعْبٌ أَشَدُّ عَلَى الطُّغَاةِ وَإِنْ بَغَوْا *** لَمْ يَثْنِهِ خَوْفٌ وَلاَ تَرْهِيبُ! يَا شَعْبَ سُورِيَّا سَنَاكَ مَنَارَةٌ *** سَطَعَتْ عَلَى الدُّنْيَا، وَنَفْحُكَ طِيبُ لَمَّا فَضَحْتَ اللَّيْلَ أَدْبَرَ رَاغِمًا *** يَجْلُوهُ نُورٌ سَاطِعٌ وَمَهِيبُ شَاهَتْ وُجُوهٌ كَمْ رَجَوْنَا بِرَّهَا *** ظَنًّا، وَلَكِنَّ الظُّنُونَ تَخِيبُ فَالْيَوْمَ كُلٌّ قَدْ تَبَينَ قَصْدُهُ *** سِيَّانِ فِينَا صَادِقٌ وَكَذُوبُ مَنْ كَانَ مِثْلَكَ فِي الشُّعُوبِ تَمَيَّزَتْ *** بِجِهَادِهِ الْأَشْيَاءُ وَهْيَ غُيُوبُ! يَا شَعْبَ سُورِيَّا وَإِنْ عَظُمَ الْأَسَى *** كُلُّ الْأَسَى وَالْحُزْنِ فِيكَ يَطِيبُ عَجِبَتْ لَكَ الدُّنْيَا شَرِيدًا مُفْرَدًا *** تَبْنِي الْخُلُودَ وَمَا اعْتَرَاكَ لُغُوبُ وَالْجَوْرُ طَوْقٌ لاَ يُفَلُّ وَحَوْلَهُ *** مِنْ كُلِّ أَلْوَانِ الْعَذَابِ ضُرُوبُ وَاللَّيْلُ يَجْثُمُ وَالْحَيَاةُ مَرِيرَةٌ *** وَالظُّلْمُ يَحْكُمُ وَالزَّمَانُ عَصِيبُ عَجِبَتْ لَكَ الدُّنْيَا وَدَأْبُكَ عِزَّةٌ *** وَمُنَاكَ فِي قَلْبِ الشُّجُونِ رَحِيبُ وَالْفَجْرُ مَنْشُودٌ لَدَيْكَ وَإِنْ نَأَى *** وَالْبُعْدُ عِنْدَكَ فِي الزَّمَانِ قَرِيبُ لاَ شَيْءَ يُعْجِزُ مَنْ تَجَرَّدَ لِلْعُلاَ *** إِنَّ الْعُلاَ لِمَنِ ابْتَغَاهُ مُجِيبُ وَالشَّعْبُ أَبْلَغُ حُجَّةً وَمَشِيئَةً *** وَالشَّعْبُ إِنْ نَشَدَ الْحَيَاةَ مُصِيبُ وَالظُّلْمُ مَهْمَا قَدْ سَطَا بِرُكَامِهِ *** لاَ بُدَّ يَوْمًا يَخْتَفِي وَيَغِيبُ إِنَّ الزَّمَانَ بِأَسْرِهِ مُتَقَلِّبٌ *** وَالدَّهْرُ دَوْمًا سَالِبٌ وَسَلِيبُ وَاللَّيْلُ مَهْمَا قَدْ عَلاَ بِظَلاَمِهِ *** يَجْلُوهُ صُبْحٌ مِنْ سَنَاهُ عَجِيبُ! يَا أَيُّهَا الْفَجْرُ اسْتَجِبْ وَانْشُرْ لَنَا *** نُورًا بِنَصْرِ اللَّهِ بَاتَ يُهِيبُ! وَاجْلُ الظَّلاَمَ بِخَيْرِ صُبْحٍ سَاطِعٍ *** يَكْسُوهُ بُرْدٌ مِنْ سَنَاكَ قَشِيبُ إِنَّا سَئِمْنَا اللَّيْلَ يَبْسُطُ حُكْمَهُ *** وَاللَّيْلُ إِنْ طَالَ الظَّلاَمُ كَئِيبُ! وَالْعَيْشُ فِي كَنَفِ الظَّلاَمِ مَهَانَةٌ *** وَالْعَيْشُ فِي كَنَفِ الظَّلاَمِ رَتِيبُ! وَالصَّمْتُ خِزْيٌ فِي حِمَاهُ وَذِلَّةٌ *** وَالْخَوْفُ خُسْرٌ كُلُّهُ وَرُسُوبُ فَاصْدَعْ أَيَا شَعْبَ الْأُبَاةِ وَلاَ تَهِنْ *** إنَّ الْأَبِيَّ عَلَى الْجِهَادِ دَؤُوبُ وَالْفَجْرُ لاَ يَجْزِي الْخَنُوعَ إِذَا بَدَا *** كَلاَّ وَلاَ غِرَّ الرِّجَالِ يُثِيبُ! هَاذِي تَحِيَّةُ شَاعِرٍ قَدْ هَزَّهُ *** شَعْبٌ أَشَدُّ عَلَى الطُّغَاةِ حَبِيبُ! وَتَحِيَّةٌ قَدْ صَاغَ حُسْنَ بَيَانِهَا *** وَزَكَا بِهَا بَيْنَ الْقَرِيضِ أَدِيبُ وَتَحِيَّةٌ مِنْ خَيْرِ جُنْدٍ فَائِضٍ *** كَالنَّهْرِ غَمْرًا مَا اعْتَرَاهُ نُضُوبُ وَتَحِيَّةٌ مِنْ كُلِّ شَعْبٍ نَاهِضٍ *** يَأْبَى الْخُضُوعَ لِأَمْسِهِ وَيَتُوبُ وَتَحِيَّةٌ مِنْ كُلِّ حُرٍّ مَاجِدٍ *** تُرْضِيكَ مَا هّبَتْ صَبًا وَجَنُوبُ
المصدر: رابطة أدباء الشام
مصطفى عكرمة
أبو عبد الله الحموي
عبد الرحمن العشماوي
مصطفى يوسف اللداوي
جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
برأيك، هل ستحقق العملية التركية -شرق الفرات- أيّ مكاسب للسوريين؟
نعم
لا
عمر حذيفة
لبيب النحاس
مؤسسة الموصل
أسرة التحرير
محمد العبدة