مرصد الثورة
المشاهدات : 3993

شـــــارك المادة
أيا شام إن القلب مني توجعا
وجرحك خطب قد ألم فأفجعا
عهدتك للإسلام حصنا وموئلا
وتاجا على مر العصور مرصعا
أقام بك الصحب الكرام حضارة
فما عرفت يوما سوى العز مضجعا
معاوية كان الحلم سيد حكمه
وأعلى صروح العدل قدما وأوسعا
وحمص بها قبر لخالد قد ثوى
وكان إلى داعي المعامع أسرعا
نوافير أرض الشام تصدح بالمنى
وموطنها بالمجد قد كان أمرعا
وكانت دمشق طيلة الدهر شامة
وتملأ أسماع الأنام ترفعـــــا
ولما أتى (للبعث) داع وناعق
تحولت الأوطان للظلم مرتعا
حماة بها عشنا مآسي جمة
فما لان فيها عزمنا أو تضعضعا
وغوطتنا الغنّاء أودوا بحسنها
فصارت يبابا تذرف الدمع بلقعا
تسائلني عند الحواجز حرة
وتسكب وقت البوح حزنا وأدمعا
أساق إلى ذل التشرد جهرة
تقاذفني أرض اللجوء لأفجعا
مشاهدنا تدمي القلوب فظاعة
وتعرض في الآفاق بدء ومرجعا
تركنا لنار الظلم تقتل شعبنا
فطفل هنا وسط الركام ممزعا
براميل قتل قد رموها بأرضنا
بها هدّ بيتي لا أبا لك أجمعا
هموم أراها اليوم تثقل كاهلي
فصار بها وجهي من الحزن أسفعا
أليست بلادي قد عشقت ربوعها
شربت بها كأس المودة مترعا
عرفت بها الأعناب أزهو بحسنها
وكان بها الزيتون أثمر أينعا
وربيت أبنائي على حب دينهم
لأكسوهم من عزه اليوم أدرعا
أأترك ذاك الربع حيران مقفرا
أما كان موتي قبل ذلك أنفعا
يظن بنا بشار أنا عبيده
وأنا نعيش الضيم والذل خنعا
خرجنا وثرنا كي نعيد كرامة
تزلزل للطغيان عرشا ومنبعا
خلعنا على باب الشجاعة هيبة
وثوبا من الخوف البغيض مرقعا
فهيهات نرضى الذل تحت سياطه
دعانا إلى العلياء داع فأسمعا
ثبات وصبر يحسن الدهر ذكره
يخلد في التاريخ نظما وأسجعا
فقلت لها والحزن يعصر مهجتي
وقلبي من الأهوال قد هُد قطعا
فديتك نفسي ثم أهلي وصحبتي
تركت عيوني تسكب الدهر أدمعا
ألسنا بذلنا المال من أجل نصركم
نصبنا خياما كي نرى الشمل جمعا
وأحزننا أنا نشاهد قتلكم
رفعنا إلى الرحمن كفا تضرعا
فقالت بلى لكن مصائب شعبنا
تقرح منها العظم حتى تصدعا
إذا لم تعيدوا بسمة لربوعنا
فكبر على صدق المحبة أربعا
مشاركات نور سورية
جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
برأيك، هل ستحقق العملية التركية -شرق الفرات- أيّ مكاسب للسوريين؟
تعليقات الزوار
أضف تعليقًا