الى الثورة
المشاهدات : 3929

شـــــارك المادة
بالأمس كلنا شاهد وسمع كلمة الرئيس المصري محمد مرسي في اجتماع وزراء الخارجية العرب الذي عقد أمس في مقر جامعة الدول العربية بالقاهرة، وقد وجه كلمته للأسد قائلا: "لا تتخذوا القرار الصحيح في الوقت الخطأ، فالقرار الصحيح في الوقت الخطأ خطأ، لا مجال للكبر أو المزايدة لا تستمعوا إلى الأصوات التي تغريكم بالبقاء، فلن يدوم وجودكم طويلاً، فالشعب السوري قال كلمته واضحة، فلا مجال للتأخير في اتخاذ قرار ناجز يحفظ دماءه وينقل سوريا للتغيير المطلوب.. تغيير وليس إضاعة وقت كلام عن إصلاح، مضى هذا الوقت، الآن هو وقت التغيير، الآن ما زال بعض الوقت لحقن هذه الدماء، وإن لم تفعلوا فعجلة التاريخ ماضية وإرادة الشعوب غلابة وإرادة الله فوق الجميع، ونحن مع الشعب السوري لكي ينال كافة وكامل حقوقه وإرادته من دون تدخل في شأنه الداخلي".
نعم إنه القرار الصحيح من فخامة الرئيس محمد مرسي لكنه جاء في الوقت الخطأ فلا يمكن الآن البدء من نقطة الصفر ، لأن قطار الثورة قطع أشواطا في مسيرته نحو الحرية ، وكان لابد على فخامة الرئيس أن يبدء من حيث انتهى الآخرين ويؤسس لمرحلة عمل وفق المعطيات والقناعات التي أصبحت واضحة للجميع.
فكيف يمكن البناء على اللجنة الرباعية التي دعت إليها مصر وكيف ستكتمل مسيرتها والكل يعلم أن ايران جزء من المشكلة ولا يمكن أن تصبح في أي وقت من الأوقات جزء من الحل .
إن القرار الصحيح في الوقت الخطأ هو في عبارة فخامة الرئيس "والكل مدعو إلى المشاركة والجهود الحثيثة المبذولة منكم جميعا مشكورة ومقدرة .. لا بد وأن نفعل فعلا إيجابيا يحفظ للشعب السوري دماءه..لا مجال للتلكوء أو التباطوء أو إضاعة الوقت لا مجال لهذا ؛ على الجميع ان يدرك ان الشعب السوري قد اتخذ قراره ولا بد ان ينفذ هذا القرار بالتغيير.. النظام السوري عليه أن يتخذ العبرة والدرس من التاريخ القريب ومن التاريخ القديم ومن كل حلقات التاريخ". فكيف يطالب من انتهت صلاحيته في العمل الايجابي بالفعل الايجابي ، وكيف تطلب من لا يملك الارادة أو لايرغب بالفعل. وكيف يمكن حفظ دماء الشعب السوري بفعل سياسي بالتوازي مع حل أمني من الطرف الآخر دون أن يكون هناك رادع!....
إن القرار الصحيح في الوقت الخطأ هو في عبارة فخامة الرئيس: "إنه إذا أراد الشعب يوما الحياة فلا بد أن يستجيب القدر.. ولا بد لليل أن ينجلي ولا بد للقيد أن ينكسر هذه إرادة الله في خلقه.. لا بد من انجاز التغيير الآن بإرادتكم في دعم الشعب السوري جميعا وهو الذي يقرر مصيره وهو الذي يختار قيادته وهو الذي يقرر مستقبله وأظنه بيقين أنه قادر على ذلك". لكن فخامة الرئيس لم يرى الموت المحدق بالشعب السوري من كل حدب وصوب !.، لم يسمع هتافات الشعب وهي تقول الموت ولا المذلة!.
إن القرار الصحيح في الوقت الخطأ هو في عبارة فخامة الرئيس : إن العمل العربي "لا يمكن أن يكتسب الزخم المطلوب أو الواقعية المرجوة طالما استمرت معاناة الشعب السوري الشقيق.. لا يمكن أبدا أن تقر لنا عين أو يغمض لنا جفن ما دام الدم السوري يراق". وأضاف: "أكرر ما قلته في مكة وفي طهران.. إن دماء الشعب السوري التي تراق صباحا ومساء في رقابنا جميعا.. نحن مسؤولون عن ذلك ولا بد أن نتحرك صوب الحل النهائي وبكل قدرة وسرعة". نعم يا فخامة الرئيس دماءنا في رقابكم وسوف نحاسبكم عليها أمام الله وسوف يشهد التاريخ أنكم مازلتم تتخذون القرار الصحيح في الوقت الخطأ فهذا وقت التدخل العسكري وليس السياسة لأن السياسة أخذت وقتها وزيادة !...
نشكر لك شعورك النبيل يا فخامة الرئيس عندما قلت: "إن سوريا الشقيقة.. الشعب والوطن.. عزيزة علينا وعلى قلب كل عربي.. العضو المؤسس لجامعة الدول العربية لها مكانة خاصة في قلب كل مصري.. في قلبي وقلب إخواني وأبنائي في مصر.. فمصر وسوريا جمعهما على مر العصور وشائج الحضارة والثقافة والتاريخ والعروبة والإسلام والمصير المشترك".
وعندما ذكرت أننا: "قد حاربنا معا جنبا إلى جنب واختلطت دماء شهدائنا في ميادين القتال دفاعا عن مصالح الأمة العربية وفي المقدمة من هذه المصالح أرض فلسطين.. بل كنا في لحظة تاريخية ـ مصر وسوريا ـ معبرا عن حلم أمتنا في الوحدة دولة واحدة مصر وسوريا". أضاف: "من هنا يأتي اهتمامنا بما يحدث في هذا البلد الشقيق ورغبتنا الصادقة في وضع حد للمأساة الدائرة على أرضه." كننا لا نوافقك عندما تقول " حيث يقتل الأخ أخاه"، "وإذ يشرد الآلاف من أبنائه الذي صاروا إما لاجئين في دول الجوار أو حتى في داخل سوريا ذاتها". فالذي يقتلنا ليس بأخ لنا إنه محتل لسوريا منذ عقود جاثم على رقابنا يسومنا سوء العذاب يذبح أبنائنا ويستحيي نسائنا ؛ ويشرد أهلنا ، ويخرب بلدنا .
أخيرا نقول لك يا فخامة الرئيس شكرا على قرارك أن يعامل الطلاب السوريين في مصر "معاملة الطلاب المصريين" وعلى " المباحثات الجادة مع الإخوة في تركيا لكي تمدهم بالمدرسين والمعلمين والاساتذة لكي يقوموا على العام الدراسي القادم 2012/2013 للطلاب السوريين من العائلات التي نزحت إلى الأراضي التركية".
ونشكرك على دعوتك لوزراء خارجية الدول العربية الممثلين لدولهم وشعوبهم إلى "تكثيف العمل على التوصل لحل عاجل للمأساة الدائرة في سوريا في إطار عربي وبدعم دولي".
لأنكم كما قلتم يا فخامة الرئيس: "ما لم نتحرك نحن فلن يتحرك العالم بجدية في هذا الإطار..".
لكن القرار الصحيح في الوقت الخطأ هو في عبارة فخامتكم: "لعل انتظاركم لعودة الأخ العزيز الكريم الأخضر الإبراهيمي من سوريا وترقبكم حضوره فيه معنى ومغزى، إننا كعرب نتحرك في إطار تعاونكم مع المجتمع الدولي في إطار عربي ودعم دولي يحافظ على وحدة التراب السوري ويضم كافة أطياف شعب سوريا الشقيق من دون تفرقة على أساس عرقي أو ديني أو طائفي". لأنه فاتكم مقولة مندوب الأسد في الامم المتحدة عندما كرر عبارته مرات بأن سورية ترحب بالابراهيمي كمبعوث خاص للأمين العام للأمم المتحدة ، وليس للجامعة العربية وفهمكم كفاية يا فخامة الرئيس.
إن القرار الصحيح في الوقت الخطأ هو في عبارة فخامة الرئيس: "لقد أصدر مجلسكم هذا عددا من القرارات تعد اساسا صالحا لحل عربي لا هدف له ولا غرض منه إلا مصلحة سوريا وشعبها سيجنبها كارثة السقوط في هاوية الحرب الأهلية أو يعرضها لا سمح الله وما لا نوافق عليه ابدا لخطر التدخل العسكري الأجنبي". وأضاف: "علينا كذلك أن نستكمل الجهد الذي بدأته الجامعة العربية لتوحيد صفوف المعارضة السورية وحثها على طرح رؤية موحدة وشاملة لعملية الانتقال الديموقراطي في سوريا بشكل يطمئن كافة مكونات الشعب السوري الشقيق على أن لها حقا محفوظا ومكانا أساسيا في سوريا المستقبل".
نعم يافخامة الرئيس قراركم صحيح لكن في غير توقيته ، ونطلب منكم اتخاذ القرار الصحيح في التوقيت الصحيح وهذا أوانه، فهذا الطاغية لا يفهم الا لغة القوة وما عدا ذلك يكون قرار صحيح في الوقت الخطأ يا فخامة الرئيس.
جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
برأيك، هل ستحقق العملية التركية -شرق الفرات- أيّ مكاسب للسوريين؟
تعليقات الزوار
الدكتور ابو عبدالله الغريب الفراتي - سوريا
14 سبتمبر 2012 مأضف تعليقًا